مساء معطر بالحب
تحية تصلكم بعد غياب..
تحية تصلكم بعد مخاض عسير للاشيء.. بعد صراع مضن أفقد اللغة معانيها حتى
صار البقاء مرادفا للرحيل.. و صار الحب موازيا للألم.. أعود و جرابي خاليا
من كل المفردات.. و قلب منهك خاليا من كل نبض.. و عقل تائه خاليا من كل
فكر..
اكتب فقط لأتأكد من قدرتي على إمساك القلم.. بلا متعة.. بلا هدف.. بلا
روح.. كتابات مبهمة حزينة.. اعذروني.. ظننت أني سأخفف ما بكم من ألم.. ببعض
العبارات.. لكن خانتني لغتي كما خانتي الأشياء..
لا أقدر على المرح كعادتي.. لا أقدر على التهكم من الأشياء التي حولي.. لا أقدر أن اكون انا!!
أقول مخاطية ذاتي: كفى مكابرة و إصرارا..كفى إخفاء لما أشعر به من ألم.. من
الضعف أن أبحث عن المواساة بينكم.. لعلكم لن تتفطنوا لما أكتب و الأهم
انكم لن تشعروا مدى ألمي.. لأنكم مرهقون.. أرهقتكم الدماء المراقة على
ساحاتنا.. أرهقتكم الثورات المتواصلة و صور الموتى..
كل الحياة مرهقة.. و هي الآن قاتلة بالنسبة لي.. كل من حولي يهدد بالرحيل..
كل من احبهم أفقدهم بلا شفقة من القدر..يغادرون و يبقى الألم.. و تبقى
الذكريات تسليني.. و يبقى الحب على أمل اللقاء ذات يوم..