موضوع: ليلة القدررر افضل ليالي السنة الجمعة أغسطس 05, 2011 2:55 pm
الحمد لله رب العالمين، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضاً، الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.. أما بعد:
لقد اختصّ الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص، وفضّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل والأنبياء وخاتمهم وآخرهم، وجعلها خير الأمم قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110].
وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين، والصراط المستقيم، كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين، قال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر]. وقال تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [فصلت]. فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين قال تعالى في سورة القدر: إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر (1) وما أدراكَ ما ليلةُ القدر (2) ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر (3) تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر (4) سلامٌ هي حتى مطلع الفجر [القدر].
وقال تعالى في سورة الدخان: إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين (3) فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم ، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك، كما قال تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم [الدخان].
سبب تسميتها بليلة القدر قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع 6494 ما نصه: (أولاً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان اتقان صنعه وخلقه..
ثانياً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف لقوله تعالى: وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر [القدر] وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولا شك.
ثالثاً: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي : { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه]. وهذا لا يحصل إلا لهذه الليلة فقط، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان، أو ليلة النصف من رجب، أو ليلة النصف من أي شهر، أو في أية ليلة لم يحصل له هذا الأجر ).
وقال الشيخ رحمه الله تعالى: ( إن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها، لأن النبي قال: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً } ولم يكن عالماً بها، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبيّنه الرسول ). أ هـ.
إنَّا أَنْزَلنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ، وَ مَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ ، لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِن أَلفِ شَهْرأي العمل فيها من الصلاة والتلاوة والذكر خير من العمل في ألف شهر ، ليس فيها [b]ليلةالقدر
استحباب طلبها
ويُستَحبُ طلبها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا دخل العشرَ الأواخرَ أحْيى الليل ، وأيْقَظَ أهله ، وشدَّ المئزَرأي اعتزل النساء واشتد في العبادة
أي الليالي هي
للعلماء آراء في تعيين هذه الليلة ، فمنهم من يرى أنها ليلة الحادي والعشرين ، ومنهم من يرى أنها ليلة الثالث والعشرين ، ومنهم من يرى أنها ليلة الخامس والعشرين ، ومنهم من ذهب أنها ليلة التاسع والعشرين ، ومنهم من قال أنها تنتقل في [url=http://www.abotlal.com/vb/showthread.php?t=48667]ليالي [/url]الوتر من العشر الأواخر ، وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين
روى أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان مُتَحريها فَليَتَحرَّها ليلة السابع والعشرينوروى مسلم وأحمد وأبو داود و الترمذي وصححه عن أُبيّ ابن كعب أنه قال
والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان ـ يحلف ما يستثني ـ والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، هي ليلة سبع وعشرين ، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لهاقيامها والدعاء فيها
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قام ليلةالقدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه
ورى أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت
قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أيَّ ليلةليلةُ القدْرِ ما أقول فيها ، قال قولي
اللهم إنَكَ عَفُوٌ تُحِبُ العَفْوَّ فَعْفُ عنيفقه السُنَّة / السيد سابق / المجلد الأول/ باب الصيام ... بتصرف