بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
ورد أن أمير المؤمنين (ع ) سأل الرسول الأكرم (ص ) بعد خطبته عن شهر رمضان قائلاً يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال (ص ) : يا أبا الحسن ؛
أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله تعالى .
امتدح الإسلام الورع الذي عمّا حرّم الله تعالى فجعله أفضل عبادة :
- فقد ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام ) : " من اجتنب ما حرّم الله فهو أعبد الناس " .
- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام ) : " غض الطرف عن محارم الله أفضل عبادة " .
- وعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله ) : " ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعاً " .
أثر الورع
وتحدث أهل العصمة (عليهم الصلاة والسلام ) عن آثار الورع ومنزلة الورعين عند الله تعالى ، فالورِع في الحضرة الإلهية هو:
أ – مقبول عمله : فعن النبي (صلى الله عليه وآله ) : ركعتان من رجل ورع أفضل من ألف ركعة من مخلِّط .
ب – من أهل الجنة بلا حساب : فعن النبي (صلى الله عليه وآله ) : " قال الله تعالى : يا موسى ، إنه لن يلقاني عبد في حاضر القيامة إلا فتشته عما في يديه إلا من كان من الورعين ، فإني استحييهم وأجلّهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب " .
ج – جليس الله : ففي الحديث : " جلساء الله غداً أهل الورع والزهد في الدنيا " .
أثر ترك الورع
وما كان الورع والكف عن الحرام بتلك المنزلة وهذه الآثار إلا لما للحرام من آثار وخيمة ، فالحرام :
أ – يحبط العمل : فعن النبي (صلى الله عليه وآله ) : " ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم حسنات كجبال تهامة فيؤمر بهم إلى النار ، قيل : يا رسول الله : أمصلّون ؟! قال :" كانوا يصلون ويصومون ويأخذون من الليل لكنهم كان إذا لاح لهم شيء من الدنيا وثبوا إليه " .
ب – يمنع القبول : فعن النبي (صلى الله عليه وآله ) : " لو صليتم حتى تكونوا كالأوتاد ، وصمتم حتى تكونوا كالحنايا لم يقبل الله منكم إلا بورع"
وورد أن كليم الله موسى (عليه السلام ) مر برجل من أصحابه وهو ساجد وانصرف وهو ساجد . فقال نبي الله موسى له :" لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك " فأوحى الله إليه : " يا موسى لو سجد حتى انقطع عنقه ما قبلته أو يتحول عمّا أكره إلى ما أحب " .
نسال الله ان يوفقنا للورع عن محارمه في هذا الشهر الكريم حتى لا نحرم من غفران هذا الشهر (الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر)
والحمد لله رب العالمين