في زمن لم يكن للإنسان ظل على الأرض
كان للازهار عطرٌ شارد يبحث في الدروب
عن وجه يداعب شذاه
وكان للبحر موجٌ يعانق الرمال
و الافق في سماء يعاتب منتهاه
و الأن
هذا الوجود يتشكل في الصباحات قصائد
تبحث عن ايقاعاتها الشاردة
و تحط الرحال في مملكة الضباب
كأنها الأفق أو الديجور يخفق قلبه
ويرتجف الضياء على عتباته فجراً
تنمو رموشه رؤى
وتصلي في مملكتها شعراً
مطارداً هذا الهائم في صحاري
يعشق الليل و الأصداء
يتبتل للصمت ينمو في شفتيه أغنية و أنواء
أرجو لهذا الوطن الباحث عن ملامحه
قمراً ينشر ألقاه فجراً
سدحان بالأغاني
و بحراً يرسل الأمواج حلماً دافق
كنهرٍ أسطوري تعبره الانسانية أول مرة
ها أنا أسمع صوت القطار يطارد الصمت
ويبدد من أمامه الليل
السماء نداءٌ وقصائد تسكن عيون الليل
يتهاطل منها مطر يرقص للشعر نشيده و الوطن
وهذه الخيالات تولد في العتمة أرضاً
تحضن في جبالها الأنجم
تتناثر في رموش الصباح لقاء و أشجار
ينام في ظلها الهائم وجهٌ يبحث في المسافات
عن وطن اضاع مفرداته الاولى
صوتاً كانه الأمل يولد في هذا الوطن الجريح العتيد
صوتاً كانه الأتي يستقبل في فرحٍ خائف بهيج
موكب الذكريات
أو هكذا يتقاتل الحلم والصباح في أرضك الظمء
للمتاهات تبحث عن اقعٍ شارد في صوتك الصدى
رجع صور و ألوان ترسم دروبها
و كيف لا تعرف الألوان أوطانها
و كأن الشعر في هجو الزمن أرضٌ أباد التيه أقوامها
ترسلهم في البيد باحثين عن سحائبها
أو ناضرين الطير عن شمائلها أو ميامنها
علهم يعقرون الناقة أو تنبعث من الصخر
تولد وهما و أساطير
شعباً يستقسي سنواته العجاف و الصحاري
ينتظر الموعد غيمةً تمطر حكايا
تتلاشى في عيونها المدائن
و يلوذ بأعلى الجبل الجبل ثمود باحثاً في السموات عن سحابةٍ
لا تحرق عشب انتظاره